تابع هذا الأسبوع كل المدوّنات وكتّاب الأعمدة ورسّامي
الكاريكاتير والمثقّفين وأشباه المثقّفين، تابع كتّاب الرصيف والقهوة والسفرجل
والياسمين، تابع جماعة كل بوصلة لا تشير إلى الله أعلم أين، هي بوصلة ربّك
ما عرف شو مالها، تابع جماعة حبّك نار وقلبك طفاية، تابع جماعة زقزق رقص،
تابعهم جميعاً هذا الأسبوع، واعرف أن من تغاظى عن كتابة شبه نص أو بيان أو
خاطرة أو رواية، أو قصة قصيرة أو ستاتس فيسبوك، وما أدراك ما الفيسبوك وما
يحمل في طيات رسائله ولايكاته، فيما يتعلق بموقوفي هبّة تشرين هم كتّاب الظلم
والخنوع وطأطأة الرأس والأصابع، هم من لا يكترث صوتهم ولا تكترث أقلامهم
بنا وبالناس وبالفقراء الصامتين الخانعين، الذين بتنا صوتهم لسبب ما أو
عبرة ما أو حتمية تاريخية مشوّهة ما.
بيان رقم ١١:
بإسمي، وبإسم المدمنين على الكحول والتبغ والإكتئاب، وبإسم قيادة المثلث الأمني الثاني، وبإسم جميع من لا نمثّلهم،
إننا
نرى، أن إعتقال الشباب الواعي، والزّج به في سجون الظلامية والتعذيب
والتهديد والهوان، ما هو إلا محض غباء وغطرسة، تتجاوز في عنجهيتها جنون
نيرون التاريخي المريب. "من أنتم؟". وكأن القائمين على إدارة المركز
السياسي الإقتصادي السادي المتغطرس، يريدون للبلاد الذهاب بإتجاه الفلتان
الأمني عند رفع الأسعار المقبل، بدلاً من وجود نواة من الناشطين والحراكيين
السلميين للمساعدة في إدارة أزمة النظام والبلاد القادمة مع رفع الأسعار
المقبل الحتمي. فبدلاً من وجود هذه النواة التي ستشد أية أحداث، قادمة لا
محالة، بإتجاه الإحتجاج السلمي، وبدلاً من زج الناس في المشاركة في إتخاذ
القرار (خاصة وأن النظام، بكل ذكائه الفذ واللّماع قرر إغلاق باب الإنتخابات
في وجه المشاركة الشعبية في تسيير وضع البلاد الهالكة)، يبدو أن النظام،
كما وضّح لنا كبير بلطجيته في المؤتمر الصحفي المشؤوم، يخيّر الناس ما بين
الفلتان الأمني العارم، أو السكوت والرضوخ والمذلة والهوان.
التالي
في هذا البيان مهم، إذ يتناقض مع شكل البيان التاريخي، شيوعياً كان أم
بعثياً. إننا لا نرى أن شعبنا متفوق جينياً على شعوب العالم الأخرى (بعكس
ما يعتقد جماعة عمر العبدلات وجماعات نفقع العين ونطقطق العظام ونقنص الطير
الطاير ونحرق الماء وندهن الهواء من على المنصة). وبالتالي، فإننا لا
نعتقد أن شعبنا لا يقبل المذلة ولا الهوان، بالعكس تماماً، شعبنا العظيم
قادر على تقبل المذلة والهوان والمسح بالأرض والبهدلة كما أي شعب آخر. لكن
الحديث هنا ليس عن ذلك، بل عن الجوع والفقر المدقع القادم. وبالرغم من
تفاهة القول بال-"الحق" في العمل، إذ أن العمل لا يعدو كونه إضطراراً، فإن
شعبنا العظيم لن يجد أمامه قريباً سوى مقولة "نحرق الأخضر واليابس" في
فلتانه الأمني القادم، إذا وفقط إذا، لم يتم الإفراج عن أولائك الأحرار،
الوحيدون القادرون على النهوض بالناس بإتجاه العمل السلمي السياسي المنظم،
بدلاً من الحفرة التي نتوجه إليها.
ملاحظة
(والملاحظة إنهاء ضمني، أصبح علنياً الآن، للبيان -والسبب في ذلك أن
البيان لا يلاحظ، بل يقرر ويحدّد ويهدّد ويدغدغ): إن الدولة الأردنية، لا
تستطيع، بسبب لا تميّزها ولا تفرّدها ولا تفوّقها وعجزها وقصورها، أن تخلق
الشكل الجديد في إدارة المجتمعات والأنظمة. فإما أن تُساق هذه الدولة إلى
مستقبل دولة المواطنة والحرية والتلبرل، وبالتالي يُمنح أصحاب الصوت
والقبضات حريتهم في بح أصواتهم في شوارع البلد، ورمي قبضاتهم في وجه السماء
الصامتة الباردة الباهتة، دون توقيف أو إيقاف أو تهديد أو محاكم تفتيش أو
تعذيب، وإما العودة إلى الدولة الدكتاتورية الشمولية، التي تمتاز، خجلاً،
بإقتصاد يرعى الناس والعباد ويضع نصب حَوَلِ عينيه مصلحة الطبقات الوسطى
والمفقرة. أمّا أن تكون الدولة الأردنية اللا متميّزة دولة شمولية تصادر
الحرية والخبز معاً، فزور وبطلان وكبيرة عليكم.
ومن
هنا، (لاحظ هنا العودة الجزئية إلى صيغة البيان)، فإننا نحذر بكل ما
أوتينا من كلماتٍ عجاف، من مغبّة الذهاب بالبلاد إلى شفير الهاوية، إذ أن الأيادي
والأنامل التي ستُقطع في حالة الغياب الكامل للنظام، ستكون كل الأيادي
والأنامل، وتحديداً البريئة منها، وعندها، فقط عندها، ستصدح في أجواء حبيبتنا عمان العاهرة، ألحان
"تفيد بإيه،، إيه، يا ندم، يا ندم، يا ندم..". فاحذروا أيها المتألقون اليوم، إذ أن
الفقراء سيرثون جهنم هذه الأرض.
اللهم اني قد بلّغت،
اللهم فاشهد.
(عادي أمجد قورشة مش أحسن مني)
تاريخ اليوم،
عمان
bravo
ReplyDeleteAmazing. Your insight on the role of those detainees in elevating the political level of protesting to a peaceful form is really inspiring, i haven't thought of it that way.
ReplyDelete