Wednesday, November 28, 2012

طلع أمجد علينا

طلع علينا البدر، فاجأنا أمجد قورشة هذا الصباح، كما في كل صباح ومع بزوغ كل فجر، بالحقيقة الكونية الوحيدة، التي لا يبدو اننا سنتعلمها، وهي أنه لا يمكن بناء بلد، أو دولة، أو مؤسسات، أو إسطبل، أو خم، أو أي شيء على الإطلاق، مع قوى الظلامية والتعصب والرجعية والتخلف، قوى العصور الوسطى والأحكام الغيبية، ألا وهم الإخوان بكامل تنويعاتهم، كما تبين من أول الجملة.

الفيديو التالي، صنعته مجموعة من طالبات الجامعة الأردنية، ويتعلق بموضوع التحرش الجنسي في الجامعات:



يتعاطى الفيديو السابق شأناً نسوياً أردنياً، وهو غير خارج عن أي سياق، إذ أن هذا الشأن هو في قمة لائحة القضايا التي تعنى ويعنى بها فامينيو المنطقة من شباب وشابات. لكن العقل المريض، لا يريد للمرأة أن تفتح فمها بما يزعجها في بحر الذكورية التي تجد نفسها فيه. ممنوع أن تتحدث الفتاة عن ما تتعرض له من مضايقات، ممنوع أن تتحدث الفتاة عن حريتها وحقوقها، ممنوع. على كل، الفيديو السابق لم يحمل صورة مسيئة لفتاة أو ما يخدش الحياء أو الشرف أو ما شابه، حتى أن الفيديو خلا من صوت الصبايا، يعني حتى في صلب العقل المريض، فإن صوت الأنثى العورة لم يظهر. المشكلة ببساطة أن العقل المتخلف الرجعي، لا يمكن أن يستوعب فكرة خروج الأنثى من سلاسل العبودية والإستعباد، لتكون له نداً مساوياً.

يظهر من رد أمجد على صفحته البارحة أن صوت المرأة المكتوم مؤرق للظلاميين. اذ ما كان من أمجد قورشة إلا أن فاجأنا بما يلي:

"نداء لدعم العفة ..!!!

الى طلبة الجامعة الاردنية ....:

يوم غد الخميس (الساعة 12 ظهرا) وقفة صامتة عند برج الساعة لاعلان الرفض للفيديو المسيئ الذي تم نشره على اليوتيوب تحت عنوان "خصوصيتي" ويتناول موضوع التحرش الجنسي في الجامعة الاردنية بطريقة تخدش الحياء وتسيئ الى كل من في الجامعة وتتسبب بطريقة غير مباشرة بتشويه سمعة الجامعة والاردن على الصعيد العالمي
والادهى من ذلك _ بحسب رأي كثير من الاردنيين _ أن هذا الفيديو تم تصويره على انه أحد عناصر العملية التدريسية الاكاديمية كمساق علمي وهو أبعد ما يكون عن العمل العلمي
الفيديو بإشراف العميدة السابقة لكلية اللغات الاستاذة الدكتورة رولا قواس

وقوفكم لنصف ساعة هو دعم للعفة ...
ورفض لمن يتستر بالعمل الاكاديمي لتشويه صورة وطننا ...

(د. أمجد قورشه)
الاربعاء 28-11-2012
"

أولاً، الفيديو غير مسيء، لكن صوت الظلامية والتخلف، يريد للفيديو أن يحاكم كما تم في الفيلم المسيء للرسول، وكأن هذا الفيديو يمس بالإسلام والمسلمين أو بالأخلاق أو بشيء ما يراه المركز الإخواني ذو أهمية. أيضاً، يستنكر أمجد كون هذا الفيديو كان جزءًا من مساق دراسي. لا والله، أما المساق الدراسي الذي يلقن فيه الطلبة عن مفهومك في العفة والطهارة هذا مساق دراسي؟ لنر معاً رأي صاحب الكلمات أعلاه في معنى "مساق دراسي"، المشكلة أن العديد جداً من الفيديوهات الخاصة بكلية خرابيش للشريعة في الجامعة تحمل ما هو مسيء أكثر للطالب والمواطن. في احدها يتحدث مستفيضاً عن سوء معاملته للطلاب، وقلة إدراكه لمفاهيم الحب والجدال شوفو:



هذا العقل، الذي يمثل صوت الجامعة الأردنية الآن، يمتاز بما يلي: ١. إستنكار للجدال والنقاش، أي المنطق في مواجهة التعصب. ٢. تجريم الحب والتواصل الإنساني. ٣. خيال منفلت من عقاله فيما يتعلق بالجنس. ٤. تهديد الطلاب فيما يتعلق بأخواتهم. ٥. التشهير. ٦. إنتهاك الخصوصية. ٧. التهديد بالصفع. ٨.إنعدام التمييز بين العلاقات العاطفية والقوادة.

لماذا؟ لأن هذا العقل مشغول بالجنس. مشغول بتحريمه وقوننته، بترتيبه، مشغول بإخفائه وتعليبه، مشغول هذا العقل، طول الوقت، بالخوف من الجنس والحجم والقدرة والفترة الزمنية. هذا هو الصوت الجهوري في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية. يُمارس هذا الصوت والمنطق على طلبة ما زال معظمهم أطفالاً، يمارس هذا الصوت بدون بديل ولا منافس في الجامعة الأردنية الآن. يعني لو أن هذا الصوت يمارس أمامي، أو ضدي، لكن الامر مختلفاً. لا تحدث هذه المضايقات لمن يعرف كيفية الدفاع عن نفسه بالمنطق والكلام، يختار العقل المريض أن يهاجم أولائك المستضعفين، هذه طريقة عمله وتكاثره. هذا مصير أكاديميا الشرق الأوسط، يبدو أن أنظمتنا، وفي قائمة مساوئها، لم تستطع أن تكافح آفة الظلامية. هذا تقصير الأنظمة الأول.

Top nine hits from Arab spring


تالياً لائحة بأقوى فيديوهات الربيع العربي. اذا ما وجدتم أنني قد غفلت إحداها، تحديداً من البحرين، فالرجاء المشاركة.


٩. من ذيبان الأبية:
هذا الفيديو من الأردن، إن قال شيئاً، فهو يقول بسهولة إسترداد الشعوب لتراثها حتى بعد طول إستحواذ الأنظمة عليه.





٨. الشاب الذي قفز على المدرعة:
من مصر، شاب يساهم في دحر المدرعة وتقدم الثوار.






٧. بن علي هرب:
من أقوى ما قدمته تونس. الملاحظة أن هذا المواطن، لم يكن يدري، أن من بعد بن علي سيأتي أبو قتادة.





٦. أنا فهمتكم:
يعني تبين فيما بعد أن هذا الطاغية كان أحسن من في طاقم الطغاة العرب. لاحظ جمال التلكؤ والتردد والتمسك بالكرسي، كل الأنظمة العربية كانت، لازلت، هكذا، انما بقليل جداً من التجميل أو التقبيح.




٥. الجنون بحد ذاته:
لا تجوز الكوميدية السياسية العربية بلا نجمها الأول المتألق، القذافي. يستحق الفيديو مشاهدته كاملاً، هذا هو الجنون بعينه، هذا هو "التشريت" في أقصى تجلياته. إستمتع.




٤. لحظة سقوط النظام المصري:
قال أحد الأصدقاء، أن في لحظة تاريخية كهذه، لا يجوز أن توجد مزهرية زيادة في المشهد، لكن، ارتأى النظام المصري عكس ذلك. كل النظام المصري السابق، وكل تعقيداته، ظهرت هكذا:



٣. إبراهيم القاشوش:
هذا الفيديو المشهور من سوريا. الملاحظة أن إبراهيم القاشوش طلع برا الجو تماماً، إبراهيم القاشوش، يصرخ "الحرية صارت عل الباب" في حين تبين أنها لم تكن لا على الباب ولا على الخاطر. أيضاً جملة "الشعب السوري ما بينهان" تبين أنها خاطئة تماماً وتبهدل الشعب السوري كاملاً لأجل تحرير فلسطين حتى أخر مواطن سوري. يلعب قاشوش على النغم والوزن بشكل جميل في حدود الدقيقة ٢:٢٠.  إبراهيم القاشوش اغتيل سريعاً من قبل نظام الممانعة، وتم خلع حنجرته.




٢. الشعب يريد إسقاط النظام:
الفيديو التالي من اليمن. من أجمل اللحظات الثورية في المنطقة. الملاحظة أن المغني قادر تماماً على تقليد روح النظام في التفاوض والتنازل والإمساك بالفرص التي مضت بلا رجعة.



١. بدك حرية ولا؟ بدك حرية؟
هذا المقطع من سوريا، وقد لاحظ أبو زفت سابقاً أن السؤال في حد ذاته متناقض مع نفسه. إن سؤال بدك حرية يفترض وجود حرية الاختيار لدى المتلقي. هذا يجعل، ونلاحظ ذلك في الفيديو، كل الإجابات الممكنة إجابات خاطئة، مما يتسبب في ألإستمرار في تعذيب الرجل، الذي لا يبدو أنه يستطيع إيجاد الإجابة الصحيحة، طبعاً لأنها غير موجودة. تم إعتقال الجندي الذي يقوم بالتعذيب في هذا الفيديو، وظهر كنجم في فيديو آخر وهو يبدي أقصى درجات الندم وقد ظهرت عليه علامات التعذيب




Monday, November 19, 2012

تأبين تشرين

على ما يبدو، ستبدأ الإحتجاجات الشعبية بالخفوت والتراجع في الإيام القليلة القادمة، وهبة تشرين يتم اجهاضها الآن في هذه اللحظات من قبل الإخوان عديمي الشرف السياسي ونظام البطش والبلطجة والعنف وتكسير العظام في مخافر الأمن والأمان ويسعد رب جلالة سيدنا. لكن هذه الإحتجاجات، ستعود أقوى وأعمق قريباً جداً، في الأشهر القليلة القادمة، وإذا مش بكرة البعدو أكيد. ستعود الإحتجاجات عنيفة مدوية في كل زاوية عندما يبدأ الأثر بالظهور على قوت الناس وشرفهم، عندها، ستعود الإحتجاجات أقوى، ولن يكون هنالك هبة، بل ثورة عارمة ستطيح بكل الكراسي وأصحاب المعالي والسعادة والسمو وكله، لن يبقى أحد في مكانه المعتاد، وسيبدأ العنف في الشارع وعينك ما تشوف إلا النور.

لكن عندما يحدث ذلك، سأكون أنا في أول صف من صفوف السحيجة والبلطجية، سأكون أول حاملي العصي وسأنهال على أبناء هذه البلد ضرباً مبرحاً بلا رحمة ولا هوادة، أمة بدها حرق، شعب لا يملك الشرف ولا الأمل ولا الرغبة، ماكينات لا تستحق التعاطف ولا الغد ولا المستقبل. عندما يخرج الشباب، ويذهبون إلى عقر دار المفقرين والمحرومين والجياع، إلى منازلهم يذهبون، ويصرخون "لا لرفع الأسعار"، ماذا يحدث؟ يخرج من الوحدات والجوفة والأشرفية معاً ما لا يتجاوز ال-٦٠٠٠ متظاهر. هذا ما يحدث. لأننا بلا شرف ولا هوية، لأننا أقل من أن نكون شعباً، نحن لا شيء، مجموعة من الفشلة الجبناء المتخلفين، لا نستحق كرامتنا ولا يومنا القادم. أمة تمنع الأمهات فيها ابنائهن من التظاهر للقمة العيش، أمة تصرخ الحجة منها في الشارع برجل الدرك، "هيهم هيهم، راحو هناك" مشيرةً إلى أماكن هروب الشباب. أمة يخرج منها خرس أكثر من الناطقين. إمرأة مسنة صرخت قبل أيام بأحد الشباب الناشطين "روحو من هون، انتو ايش بدكم". ايش بدهم؟ أنا بقلك ايش بدهم، بدهم العدالة الإجتماعية لك ولأبنائك يا قحبة يا شرموطة، يريدون التعليم المجاني والرعاية الصحية والإقتصاد الإجتماعي، كي لا يكبر أبناؤك أغبياء متخلفين معاقين كما هم الآن، يرضعون من قضيب الأرجيلة مزيداً من العهر والغباء فيخرجون معاقين كما أنت وزوجك.

شو بدهم؟ الشباب الناشط أو الحراكي، في معظمهم لديهم وظائف ثابتة مستقرة، بمداخيل يفوق ٨٠% منها دخل ٩٠% من سكان المناطق الفقيرة. نفس المناطق الفقيرة التي لا تخرج إلا ٦٠٠٠ شاب إلى المظاهرة. هؤلاء الشباب الناشطون، أقلهم فهماً أكثر ثقافة من رئيس الوزراء الذي يكذب إلى عينك على التلفاز، ويقول لك أن رفع الأسعار وتحريرها سيرفع من مستوى معيشتك، وتصدقون يا أغبياء لأنكم بلا عقول ولا روح، ولا تعلمون ما تأكلون ولا تشربون، دواب بلا عقل ولا أدب ولا إستحقاق للحياة. هؤلاء الشباب الناشطون، التي افلتت عليهم كلاب الدرك، اغباهم ألمع وأذكى من رجال الأمن، الذين خرجوا عليكم مهددين، يرمونكم بالبلطجة والزعرنة والقبح وأنتم في مجالسكم الباردة في المنازل، لا تفقهون. هذا الشعب لا يستحق هؤلاء الشباب، الذين اعتقلوا وعذبوا وضربوا في زنازين الأمن والأمان والتعريص الذي يحشوه الوكيل والمجالي في آذانكم.

وعلى سيرة الأمن والتعريص، فقط للتوضيح، جهاز الدرك لا يعدو كونه مؤسسة لتربية كلاب الشم والإفتراس. جهاز الدرك قام بما لا تتصوره عقولكم المريضة الخانعة، وهي تستمني أمام اخواتها أثناء مشاهدة البلطجي يتحدث في مؤتمره الصحفي الفاشل. شباب كثر كسّرت عظامهم تحت بلطجة الدرك، ووضعوا في زنازن الأمن العام، يتقيأون من تكسر أطرافهم، بلا علاج، بلا رعاية ولا رحمة، لكن بالكثير من الشعور بالأمان، انبسطوا يا عديمي الشرف والكرامة. شباب آخرون قضوا ساعات طويلة تحت الضرب والتعذيب والإهانة الجسدية واللفظية لأنهم صرخوا بالسماء من أجل حقوق الناس الصم البكم المشوهين. ٨٠ شاب تم تحويلهم إلى محاكمات عسكرية تخالف كل معيار من معايير حقوق الإنسان، يواجهون بطش المؤسسة، لأنهم خرجوا بدونكم يا حيوانات، بتهم لا تمتلكون الذكاء الكافي لفهمها، كتكوين عصابة أشرار. عودة، جهاز الدرك بما يحويه من بلطجية وزعران وسرسرية ونور (والنور أشرف وأطهر وأجمل وأنقى منهم) قام بأعمال مرعبة بحق الأبرياء فيما يأتي أحدهم بكل ما أوتي من تخلف وإنحطاط، ويقول لك، "هؤلاء اخوننا وأبناؤنا". ليش حضرتك مستحيل أخواننا وأبناؤنا يكونوا كلاب ومزابل؟ عادي، أجهزة دولة أخذت أخوتنا الذين لديهم القدرة على التعذيب والضرب والإهانة، ولم يؤخذ في أجهزة القمع والتكميم أبناؤنا وأخواننا الأطباء والمهندسين والمثقفين. جهاز بحاجة إلى أغبياء وحوش لا تفكر ولا تفهم، ما فيها إشي، كلنا معرضون لأبناء وأخوة كهؤلاء. ولا تجمعنا معهم لا لقمة العيش ولا الأخلاق ولا الشرف ولا الإنسانية. عادي، لسنا مجبرين بالدفاع عن من يبطش بالناس.

عمان البرجوازية يمكن تبرير انحطاطها إلى أسفل درك سافل في العالم، فسيدات المجتمع يخفن على نمط حياتهن القذر الدنيء، يحببن تكثيف الدسم والشحم على أجسادهن البشعة السمينة، يخاف إبن العاهرة السمينة على سيارته التي لم يسدد قروضها، من ذلك الحراك الشرير، الذي يأتي ليكسر سيارته، يخاف أخو العاهرة نفسها على حديقة منزله من تقلب الجو السياسي العام. لا يحب أبناء عمان المومس الغربية رؤية إطار محروق، لأنه يذكرهم بأن المشكلة ما فتئت تدق أبواب شارع الرينبو بما فيه من تافهة وسفاهة، وكأن المشكلة قد تصل عبدون القرف والبندقة واللا أصل، عمان اللقيطة العاهرة الشرموطة التي يحبونها، بأصالة مراكزها التجارية وعراقة جسورها الفاشلة. تخاف عمان الغربية على ساقيها المفتوحات لسفارات السيادة الوطنية، تشي تشي قد يغلق أبوابه في وجوه التفه، فبلاش هبة. أيضاً، عمان الغربية تخاف على عذريتها من القذرين الصارخين الغاضبين الخارجين إلى الشوارع، فهم لا يستحمون يومياً لأنهم لا يحبون النظافة.

لكن، عمان الشرقية لم تشتعل مساء البارحة، ولن تشتعل مساء اليوم. لماذا؟ لأننا لسنا شعباً ولا بشراً ولا شيئاً يستحق الذكر، لأننا نستحق الفقر والتهميش. لأننا بلا أخلاق. هذا اليسار الفاشل، ظل يعلف ذهني بحقوق الناس والمساوة والعدالة، وظللت أجتر هذه التفاهات عبر سنوات عمري، وكل التفاهات الأخرى المحيطة بها، من ديالكتيك الزفت وتمايز الطبقة والمثقف العضوي والمثقف الخرى على وجهه، علفت نفسي بالتطور الحلزوني والحتميات وحركة التاريخ والتغير النوعي والكمي. حكي فاضي يابا، كل هذه الترهات لا مكان لها في الواقع، الحقيقة المرة الوحيدة هي اننا أمة بدها حرق، ولا شيء آخر، ولسنا متساوين ولا كل الناس يحق لها التكافؤ في الفرص أو في الرعاية أو أي شيء. كل واحد منا له نفسه. والفقير المسحوق المطحون يستحق ما هو فيه، والغني الله يزيدو، شاء من شاء، ومن أبى فليذهب إلى الشارع، فليحرق الإطارات، لكن هذه المرة لنرى يا غبي من سيقف معك، فلتطلق في اثره كلاب الدرك، فليعذب، فليتأوه من كسوره وحده، فليفعل ما عليه أن يفعله لينال ما يريد، ليست هذه معركتي ولا نفسي ولا مصلحتي، الله لا يردك، وسأصرخ بالدرك مشيراً إلى إتجاه هروبه، وفيما لو أمسكوه، سأبصق في وجهه، وسأقول "إنت ايش بدك، روح من هون". خطأ عمي خطأ، لسنا سواسية ولا العدالة هي مخرجنا. لو كنا سواسية في تحمل القمع كان زمان صرنا دولة حديثة. ولسنا سواسية في قدراتنا وفهمنا وذكائنا، وهذه ليست مصيبة، كل واحد يدبر حاله. أمه بدها حرق لعين بنار ملتهبة تأكل رماد رماد بقاينا.

أنا من الآن وصاعداً لست يسارياً، ولا أؤمن بالخلاص الجماعي ولا العمل العام ولا هبة الفقراء ولا طيزي، من اليوم وصاعداً، أنا لنفسي، سأجد عملاً آخراً فيه مال أكثر، فيه إستغلال لقدراتي وذكائي، اللهم نفسي، ولعنة الله فلتنصب على هكذا بلد وهكذا ناس وهكذا شعوب. سأعمل للمرة الأولى في حياتي من أجل المال ومستقبلي المادي البحت، سأشرب قهوتي في عبدون، سيارتي الحديثة ستكون أغلى من بيوت أسر بأكملها، وسأرمي ديناراً للفقير المتخلف الواقف على الإشارة، بدل أتعابه، ولن اكترث أكثر من ذلك. لأنه يستحق الفقر والهوان والذل، وأستحق أنا الحياة الكريمة لأنني ولدت هكذا، ولدي ما لدي من قدرة وذكاء، روح موت يجعلك عمرك ما أكلت ولا شربت، أنا راح أعيش، ومنيح كثير، والله لا يردك يا حمار، يجعلك عمرك لا فهمت ولا طلعت ولا نزلت.

Tuesday, November 13, 2012

إضرب باسم ربك الذي خلق



يخي، الخميس عطلة، إضرب اليوم ومدها إجازة...

إضرب يا إنسان، إضرب يا بني آدم، إضرب عن العمل اليوم الأربعاء، ١٤/١١/٢٠١٢ ، مش مهم الشغل، كم منشتغل وعلى الفاضي، إضرب، من أجلك، من أجل أبنائك، من أجل زوجتك (زوجك)، أضرب لأنك مستغبى، إضرب لأنك مضحوك عليك، إضرب لأن ما معك تجيب غاز، إضرب. إضرب لأنه عيب علينا ما منكمل الشهر بلا ما نتداين، عيب ما نضرب لأنه خلص قبعت، عيب ما تضرب لأن إذا حبيب النظام مسكين، ما يفضح عرضه، إضرب خلص، هذا الوقت، إضرب عشان الشرف وعشان الأخلاق وعشان إحترامك لنفسك.

إضرب وأقعد مع الولاد، إضرب بلا منو دوام الجامعة، ليش هو من كثر العلم اللي بسلكونا ياه، إضرب وأقعد مع مرتك، إضرب وألعب دق شدة مع جارك، بلا الدوام يخي، 

إضرب إذا بتستحي من إبنك ما معك مصاري تعطيه، إضرب إذا بتشتغل على الفاضي وما معك لا بالجيب ولا تحت البلاطة، إضرب لأنو هرمنا، وتعبنا، وانقلت قيمتنا. إضرب لأننا بشر، ونستحق العيش بكرامة، إضرب لأن الوقت حان لأن تكترث لمستقبلك، لطعامك الأسبوع القادم، إضرب لأننا ولو لمرة علينا أن نصبح شعبا واحدا لا يضحك عليه ولا نخاف من بعضنا، كلنا تحت المقصلة اليوم، إضرب لأن لا أحد يكترث لك إلا الناس أمثالك.

إضرب يلعن أبوهم عرص...

إضرب لأن الحكومة/النظام/العالم/الشغل/إللي بدك ياه، بيضحك علينا، وذلنا مليون مرة، إضرب يخي عشان الإجازة، إضرب جكر، إضرب مبدأ، إضرب زناخة، إضرب حرقة راس على الأسعار، إضرب لأننا ما زالت فينا الروح وحلاوة الروح. إضرب لأنك فاضي أشغال، بس ما تروح على الشغل.

إذا هسا عم بتشوف هذا التعليق، وإنت بالشغل، لسة مش متأخر، إضرب، إذا ما بتقدر تضرب، روح لأنك مريض، لأنه أخوك عمل حادث، روح وخذ إجازه، خلي يبين مين بشتغل ومين بيقبض، إضرب لأنه مش جاي عبالك تداوم، إضرب وخذ إنذار، هو إنت أول واحد بياخذ إنذار؟  إضرب عن العمل، بكفي يا زلمه، بكفي، حيطنا واطي يا سيدي، بس مش هيك.

اليوم إضراب، سيبك، يرفعوا أسعار زي ما بدهم، إنت خذه إجازة..

Sunday, November 11, 2012

عن الذهبي والشتاء وحبيبتي


أكل الذهبي (رئيس جهاز تكميم الأفواه والبلطجة السابق) حكماً بثلاثة عشر عاماً من السجن مع إسترداد ما يقرب من ٥٠ مليون دينار من أموال الشعب الأردني. وهذا يجعلني في قمة السعادة، خاصة أن من منجزات الذهبي خلال ترأسه جهاز القمع، عدا رشوة الصحفيين وكتاب الأعمدة اللي عارفينهم، كان حبس وتهديد وضرب وتعذيب ومضايقة مجموعة من الشباب التي كنت أنا من ضمنها. وفي حين تم تعذيب البعض، ووُضع البعض الآخر تحت الإقامة "السحرية"، تم ضربي مراراً وتهديدي بجنسيتي ودراستي وعملي وأهلي، وهذا حدث معنا كلنا، تم التعامل معنا كأعداء الشعب الأردني في جهاز القمع والتعذيب العام. اليوم تبين أن الذهبي هو عدو الشعب الأردني، وأنني ورفاقي وأصدقائي لم نكن إلا أعداء السياسات الإقتصادية التي يتحمل الشعب الأردني وزرها هذا الشتاء (ومن طرائف تلك الفترة أن معاذ كان يُعذب فيما أحد الكلاب المسعورة يصرخ به "لا للخصخصة ولة آهه، لا للخصخصة"!).

الذهبي في السجن وحيد هذا الشتاء، فيما أنا اكتب على مدونتي هذه الأسطر عديمة القيمة، وأشعر (وأكذب على نفسي) أن يوماً وحيداً من فترة سجنه، هو يوم يُسجن فيه هذا الحرامي لأنه ضربني، وهذا يشعرني بالنشوة، وهناك أيامٌ أخر لمعاذ وعامر وحمزة وتامر ومهدي ومأمون وعلاء سيقضيها الذهبي في السجن. على كل، أنا متأكد أن الذهبي لن يقبع في السجن كما من حبسهم من ناشطين وحزبيين، ولن يقبع في مهجع واو أو دال أو غيره، لن ينافسه "السمسم" على السرير، لن يتعامل الذهبي مع مساجين مثل "البحر" و"١٦". أكيد لا، سيقبع في مكان أخر، في ظروف أخرى بدون أن ينافسه أحد على الشبشب أو السجائر.

غداً، ولفترة الشتاء كاملاً، سيصم آذاننا وكيل البلطجة والتخلف والتسحيج بمحاربة الفساد والنية الإصلاحية وكل هذه التفاهات، وكأن الذهبي كان يسرق قوت الناس بنفسه ولنفسه، بدون إرشاد ولا توجيه ولا موافقة ولا تلميح وغمز وحكّلي بحكلّك. قسماً بالله إذا بسمع واحد بيجي بقلي هي بحاربو الفساد لأزت الأخلاق على جنب وأبلش سب وتطعيم بسلالته كاملة.

على كل، (أو كما يقال، anyways)، هذا الشتاء البارد الفقير القادم سيكون صعباً، خاصة مع رفع الدعم والأسعار واليد، وفي الإيام القادمة سيكون علي أن أجد طريقة لأجد المال لشراء صوبا أو حطب أو شيء ما للتدفئة، أو بالأحرى لمنع التجمد، بحيث يتبقى معي الكافي من الأوراق الملونة لدفع فاتورة الكهرباء والإيجار والمواصلات. شتاء قذر قاسي قادم، برد ينخر العظم والوجدان. شتاء بلا مال ولا أمل، متأكد أنا أن الذهبي لم يعان منه خلال ترأسه لجهاز التعذيب والقمع وتكميم الأفواه والإهانة، وأن الذهبي لن يذوق طعمه القاسي الآن، أنا وأمثالي فقط سنلعب لعبة القط والفأر مع البرد. 

قد يكون الحل هو أن أقضي معظم أوقاتي هذا الشتاء في منزل جاري إبراهيم، حيث نساكن الصوبة والكآبة وقصر ذات اليد وقلة الحيلة والدخان الكثيف وحوارات السياسة والشأن العام مع الكثير من كؤوس الويسكي الرخيص. لكن، واذا ما أردت أن أفكر بطريقة علمية تبعاً للمنهج الماركسي، فسيكون علي أن أقوم بمقارنة سريعة ما بين مشروع قضاء الشتاء مع إبراهيم أو مع حبيبتي والجاز والنبيذ، كما يلي: 


يا سيدي طبعاً النتائج واضحة، وفيما لو لم يخسر خوري معركته الطاحنة مع هذه الجميلة الرائعة الفتاكة، فسيكون الشتاء القادم رومنسياً لطيفاً كما أفلام هوليوود، وبعيداً عن القسوة والوحشية والكآبة والإنحطاط المقابل من إبراهيم. خاصةً أنني لا أشعر بخطر ظهور عبيد أو حمزة زغلول فجأة وأنا مع حبيبتي، لكن هذا أكثر السيناريوهات إعتياديةً في كشك إبراهيم للكآبة وجلد الذات.

ما علينا، وفي ظل المعطيات السابقة، في الشتاء القادم، وإن تمكنت صديقتي (في أحسن الأحوال وأقرب السيناريوهات إلى قلبي التعيس) من تحمّل حسي "الفكاهي" وملاخماتي شبه الماركسية ورائحة الجيتان الخارقة للأنف والألوان، فمن سيكون الفائز، أنا أم الذهبي؟


واضحة، خوري فاز..

Thursday, November 8, 2012

إجتماع خوري مع الشباب

بما أن إجتماع جلالته مع مجموعة من الشباب هو ال-"big thing" (القصة الكبيرة) اليوم، أود أن أقول/أكتب ما يلي:

كشاب في ال-٢٦ من العمر، عاش كل أيام حياته العادية جداً في مكب الشرق الأوسط للنفايات (مع الإعتذار من القوميين العربأستطيع أن أقول وبدون تردد، أنني وفي الست سنوات الأخيرة من حياتي، لم أشعر ولا حتى للحظة عابرة أو في ثانية شاردة بأي نوع من أنواع الإنتماء أو الحب لأي من أشباه البلدان هذه. كشخص عاش في فلسطين والأردن ولبنان، وفي كل منها لفترة لا تقل عن سنوات، أستطيع أن أقول أن هذا المكان، مكب الشرق الأوسط، لم يوح لي أو يقربني إلى حبه أو إحترامه أو تقديره حتى كحفرة بأي شكل من الأشكال. فعلياً، أستطيع أن أقول أن لدي حباً جماً وعميقاً جداً للطريقة التي أكره فيها هذه البقعة من الأرض. في كل يوم يزداد إعجابي بمدى رغبتي الهائلة بأن يحرق هذا المكان ويباد عن بكرة أبيه بما فيه من بشر وشجر وحجر، حقيقة أننا ولدنا هنا هي أكبر أزمة وكارثة وتراجيديا نمر بها يومياً حتى مماتنا. إن الجريمة المنظمة المستمرة والقائمة يومياً هنا هي الإنجاب، الأباء والأمهات اللواتي ينجبن الأبرياء في هذه النكتة الساخرة والحفرة المظلمة هم مجرمون وأن لم يدركوا ذلك.

لا مكان لنا هنا، هذه الأرض كبيرة، ولا مكان لنا في هذه البقعة منها، لا بد لنا أن نجد مكاناً آخر يحوينا، خلص، كفانا أملاً كذّاباً وطموحاً نصّاب، كفانا خداعاً لأنفسنا وإقناعاً لعقولنا أن هذا المكان سيتحسن، أو أنه ليس بالسوء الذي نعتقده، هو أسوأ وأقذر مما نستطيع أن ننظم أو ننثر أو نرسم أو ننحت بتجريد أو بدون. هذا المكان القميء يجب أن يترك للإسلاميين والفاسدين، يجب أن يترك لكلاب البوليس المتوحشة ولحى أعداء الحب والحياة، هذا المكان ليس لنا. ولسنا مجبرين به أو فيه أو عليه، هذه المكبات التي نعيش فيها لم تقدم لنا الصحة ولا الحب ولا العلم، لم تمنحنا من خيرها شيئاً، كلنا هنا مرضى ومساكين، لسنا سوى أبرياء شوّهتنا هذه الحفر وسلبتنا أشباه أنظمتها من راحة الروح وإطمئنان النفس، وجود حقير كما الصراصير نعيشه، لكن أكثر تشوهاً وقسوة وإجحافاً. لسنا مجبرين بهذه الأماكن، ليست لنا، هي للأخرين الأثرياء وللظلاميين القادمين.

علينا، مهما/منما كنا، كشباب مثقف، أن نترك هذا المكان سريعاً بلا رجعة، أن نترك هذا المكان إلى أن نتعرقل بقبورنا، بلا تردد ولا تلكؤ، من ينظر منا خلفه ونحن هاربون سيقع في مكانه ملحاً، من يرجع إلى الخلف ليلتقط شيئاً سيموت، علينا أن نهرب الآن، هذا المكان يقتلنا يومياً، يمتص أرواحنا ويعجنها بالموت ويضعها في ماكينة البلد لتحرق من أجل الكلاب والشيوخ، لأجل الفشل القائم والأعظم القادم، هذه ليست بلداننا، هذه مصانع البؤس والخنوع والمرض.

إن من يحبونك بصدق، لنفسك أنت وليس لما أنت عليه، هم من سينصحونك بالهجرة إلى الغرب الجميل العلماني الأخضر، إن أكثر الناس اكترثاً بنا وحباً لنا هم من إذا ما سئلوا عن الحال سيدفعوننا بكره ظاهر وعشق باطن إلى الهجرة بلا عودة ولا هوادة. هذه هي جملة النص كاملاً، هذا المهم الوحيد بكل رب المدونة، إن من يحبك، إن من يريد لك الخير حقاً، قد يرميك بالقمامة كي يقنعك بالهجرة، هاجر يا صديقي ويا صديقتي، هنالك أمل في مكانٍ آخر، فلنذهب هناك، حيث لك ما يحق لك، العالم ليس هكذا، الحياة أجمل من هذا بكثير، هنالك الكثير لنعيشه، والكثير لنعشقه، الفرص والمستقبل والصحة لنا، والمتعة والحس ولمسة العاشقين، كلها لنا وموجودة، إنما في مكانٍ آخر، فلنرحل سريعاً من هنا، سريعاً جداً، هذه كلمات من يحبك صادقاً ويرى فيك الإنسان الجميل الجذاب الذي أنت عليه، لك أقول، هاجر من هنا، إفهم، هذه هي الحقيقة. هذه هي الحقيقة. أنا مستعد أجتمع معكم أيضاً متى ما شئتم لأقنعكم وأحثكم. هاجر.

http://www.swedenabroad.com/en-GB/Embassies/Amman/

Monday, November 5, 2012

عديم الشرف

اليوم شهد جريمة الشرف الثالثة لهذا الأسبوع. الثامنة هذه السنة. جاهز؟ إستعد...

كبداية، قبل البدء بالردح، لعنة الله علينا وعلى أخلاقنا ومجتمعنا السافل، لعنة الله على اللحظة التي بدأنا فيها بالوجود، لعنة الله على شرفنا وعرضنا المفقود الساقط مع كرامتنا الهزيلة المرقعة.

أما بعد، وسريعاً لأنها أفكار مكررة قديمة، مجتمعنا الساقط الدنيء عديم الشرف قليل الحياء، لا يتذكر الشرف عندما تنكح القدس مراراً وتكراراً أمام وسائل التعريص كل ثلاثاء وخميس، لا يتذكر الشرف عندما يرتزق ابناؤه لقمع البشر في الدول المجاورة، أو عندما يؤجر ابناؤه لدى الأمريكان في أفغانستان التخلف، لا يتذكر الشرف عديم الشرف عندما يغتصب من مديره يومياً بعد أن يزحف على أربعة نحو قدمي رب رب عمله، لا يتذكر الشرف عندما يهان من شرطي السير، لا يتذكر عرضه عندما يملأ النظام مؤخرته كل يوم بالفواتير والضرائب، اه اه وبفواتير الكهرباء الجديدة، لا يذكر الشرف عديم الشرف.

متى يتذكر الشرف طيب؟ اها، يتذكر الشرف عندما يتعلق الأمر بالأنثى، لا به وبذله وهوانه وعجزه وفقره. يتذكر الشرف عديم الشرف للإستغلال والإستقواء، يتذكره للسرقة والانتهاز، يتذكره عندما يريد حصة أخته المستغلة في الميراث، أو عندما يدرك أن سفاحه عليها قد يخرج من شفتيها، يتذكر الشرف قليل الحيلة عديم الشرف عندما يتعلق الموضوع بالجنس، لأنه لا يعرف يحب ولا يضاجع، إذ أن عضوه الذكوري المحني المفقر المهمش لا يعرف المتعة، ولا يعرف الصبر ولا التأخير، لأن قفاه أشبعت ضرباً وفواتيراً وذلاً، فلا يستمتع ولا يمتع، فيتذكر الشرف، ويختن بنات مصر، وينحر بنات الأردن، يجلد بنات السودان والسعودية في العلن وفي السر. المخصي عديم الشرف، يذكر الشرف عندما يرى وجهه في المرآة، قبيحاً مشوهاً مهزوزاً، فيلثم أختاه وأمه بأكياس النفايات، لأنه فقير من الداخل، يصب ضعفه على المستضعفات، لكنه لا يتذكر الشرف عندما يصنع الأصوات الحيوانية عند مرور أنثى في الشارع، لأن شرفه بلا شرف، لأنه ليس إنساناً.

الدولة الأردنية غير قادرة على فعل شيء، إذ أنها نفسها نصف المشكلة، أو تتمركز في عمق المشكلة. هي المشكلة. فلا حل من خلال الدولة الفاشلة الذكورية التي تحتضن القتلى والفاسدين ومجرمي الأجهزة أو غير الأجهزة.

ف... الحل يكمن في العنف المجتمعي، مجموعات متفرقة من الشبان والشابات المثقفين المتعلمين، تتكاثر وتتواصل على مواقع التواصل الإجتماعي، تستخدم أرقام جوال غير مسجلة بأسمائهم، تتصل بها الشابات اللواتي يحسسن بقرب تعرضهن للأذى أو العنف، كما الخط الساخن، يتوجهون إلى الموقع، يخطفون المجرم، يبرحونه ضرباً حتى الإغماء، من ثم يخصونه، ثم يرمى في الصحراء عارياً، وقضيبه في فمه، هذا هو الحل. الحل لدينا، فلنبدأ كل من موقعه.

Sunday, November 4, 2012

Time

This is an email I had to write recently, tell me what you think:

its 7:20.

The concept of time:

Why time? does time exist outside of our understanding of the world? Could the question of time be ontological rather than merely epistemological?

Time, is not important or of value outside of the human condition. This is because, from an existential point of view, nothing is important outside of the human condition. So for the trick question above regarding time being an ontological issue, the answer is yes, it could, or maybe not, the issue is else where, the possibility of time being a non ontological issue is trivial. What is time on the epistemological level then?

Time, like many other questions/issues can not fall out of the human problem. what is the human problem? The human issues/questions/problems are a few, namely:

1. the inevitability of death.
2. the isolation of one from others, no matter how close they can be.
3. the apparent freedom of choice.
4. the (apparent) meaninglessness of life.

of course there are others, but I chose those.

Notice that the first one, has a lot to do with time. Death is merely a problem of time. If we could change the language of time, time itself, if any, rather than the concept of time that we have, we can delay/erase death for example.

Also notice that the isolation from others is related. For example, any group of people, no matter how close together, would need time to become/remain so. The isolation that we experience from others, all others, and the fact that we can only be alone, is not a matter of biology (we could even think of the whole human race as one big organism for example). On the contrary, the issue of isolation could, to my favor, be expressed as the incapability of being at the same place and time with those whom isolation is inevitable. However, the problem with that is that it is untrue, and isolation from others, and the true questions of meaning will arise anyhow. Anyways, the issue remains, that time is closely tied with the concept of isolation and physical and psychological distances.

Time, could be put in analogy with the traffic light. They both have a lot in common, they both function as an automated way to synchronize our movements in relation to others, they both are things we respect without really thoroughly thinking about, they both are things that are necessary to form communities. why is that?

After the success of the car invention, in fact, after the efficiency of the mass production/acquisition of cars in cities, traffic lights came into existence. It was a long process after which, we, as humans familiar with cars, decided that we need something to abide with, something that will keep everybody safe, in order, in line, something that will take us from the jungle condition when it comes to cars, and throw us back in the human condition, where we all can move, without harming, hurting or complicating each others' lives. 
The traffic light is an answer, it is an answer to one of the problems of society. because it seems that living alone is inefficient, but living in a society is also not natural/easy for us. So, why would someone not respect the mutual understanding, made by the human society, to facilitate our lives next to each other? When someone does that, they are implicitly expressing their indifference to humanity. They refuse, unconsciously, to be part of this arrangement, sometimes without an explanation nor a replacement. Don't these people, truly deeply inside, long to be thrown back into the jungle?

Time, is also the same. When the concept was developed/invented/discovered it was a revolutionary achievement.  Something that could synchronize our movement together, so that we can run into each other accordingly. What does it express, for those who do not feel the need for it? Of course I am referring to the analogy above.

anyhow, it is now 7:50, the essay is done. Yasmine just arrived, hello yasmine, yasmine is connecting her laptop to the electricity, thinking that we have a meeting today.

little does she know, that this meeting will not commence,
that this meeting, has totally lost every bit of its meaning
little does she know, that "meeting" is a different concept than "coincidence". This now, is a coincidence, not a meeting, because she is now, 54 minutes late, we might as well have met in a different universe

little does she know yasmine, little does she know..

Saturday, November 3, 2012

الأردن سيحتل الكويت

الله على الدولة الفاشلة، الله على الأداء، يا سلام يا بابا كيف نرسل همجيتنا لنبتلي المساكين الذين لم يحظو بنعمة الأمن والأمان مثلنا، فنرسل إلى الكويت ابنائنا المفقرين مقابل المال المفروض نهبه في الفترة القادمة.

لم نصل إلى هذه المرحلة بيوم وليلة، أو كما يقال، في ليلة ما فيها ضو قمر، وصلنا عبر كذا خطوة، تفضل يخي:

بعد أن قام المركز السياسي الأمني التجاري الأردني، عبر السنون الماضية، بتحويل البلد إلى شركة، إكتشف مركز التخلف والتكميم والبلطجة والسفالة أن هذه الشركة لا تمتلك ما تقدمه، وبالتالي لا زبائن لها. خاصة أن خدمة الحفاظ على أمن الحدود الإسرائيلية لم تعد مرغوبة كما في السابق، إذا أن الجميع بات يعرف، أن إسرائيل أدرى بكثير من وكلائها في كيفية الحفاظ على أمنها، وثقتنا عالية في أن دولة إسرائيل لا تثق بنا لحمايتها، إذ أن دولة المؤسسات أعظم وأكثر علماً من ذلك. أضف إلى ذلك أن الخطر القادم من شرق الدولة المدنية (إسرائيل) لا يعدو كونه مشاعر جياشة بلا أمل ولا نبض، بسبب إرتفاع مبيعات شركة حماس المساهمة المحدودة، واستيلائها على مساحة لا بأس بها من سوق الغالبية الصامتة العاهرة الدنيئة على حساب الشركات الأخرى كفتح، أو المشاريع المتوسطة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يا لطيف ألطف، أو الأحزاب القومية واليسارية دبرنا يا مار الياس. على كل، لم يعد من داع لدولة إسرائيل الحديثة المدنية من التورط بصفقات إقتصادية مع جيرانها المتأخرين ثقافياً وحضارياً إلا إذا كانت هذه الصفقات مربحة مادياً بشكل واضح ومباشر. فقامت إسرائيل، أدامها الله بسلم وأمن وأعزها وحفظها من أعدائها، بموجة كبيرة من الصفقات الإقتصادية مع مصر والأردن، جعلت مصر ترمي غازها لإسرائيل مقابل فتات المال كما عاهرة ترمي بنفسها إلى الزبائن على قارعة الطريق، وجعلت الأردن، ثاني أفقر بلدان العالم في الموارد المائية، تزرع البندورة لإسرائيل التي لا تفضل صرف مواردها المائية على ذلك، خاصة أن مورد إسرائيل من ماء نهر الأردن بات ينضب.

رداً على متغيرات السوق، قرر المركز السياسي الأمني التجاري بكل قصر نظره وقلة حيلته وحيائه أن يعيد هيكلة شركته لتقديم خدمات جديدة. هذه الخدمات تركزت بشكل أساسي في السمسرة على البلد. شركة شبيهة جداً بشركات السمسرة العقارية، لكنها ترتب بيع الناس وشرفهم ووظائفهم وسخرتهم في عروض تنافسية وتسهيلات ضريبية مقابل مال قليل يكاد لا يكفي لسد حاجات الفساد والبذخ في السيارات والمسابح وحسابات البنوك الفلكية في سويسرا. سويسرا، وما ادراك ما سويسرا، سويسرا الصيرفة والتجارة والوطن البديل الذي نحلم به جميعاً. وبالتالي، وبما أن نظام العصور الوسطى لا يعرف ينتج ولا يصنع ولا يزرع ولا يدير ولا يحافظ-على، دأب مركز الإتجار بالبلد والبشر في الترويج لمشروع أطلق عليه "خصخص يخي خصخص". تم من خلال هذا المشروع، بيع البلد والناس والأرض والشجر والحيوانات، بالتزامن طبعاً مع بيع التراث والتاريخ والمحميات والعرض والشرف وما لف لفيفهما من أخلاق ومستقبل وماضي وطموح.

بعد بيع كل ما كان وما لم يكن، بدأ مركز القمع والبلطجة والزعرنة بالبحث عن خدمات جديدة لتوفيرها، من باب، كما قلنا سابقاً، من باب إيجاد القليل الممكن من المال اللازم لدعم قطاعات الفساد والسمنة والترف والبذخ. وصادفت أيضاً أن المشاريع السابقة أدت إلى تحويل الإنسان المحلي إلى شبه كائن مكسور وفقير، بلا علم ولا روح ولا عقل، أشباه بشر تروم الأرض كما الدواب، تبحث عن قوت أو ماء أو شيء ما. في ذل هذا، ساهم التجييش ويسعد الله منحب سيدنا على تحويل الناس إلى ماكينات بيولوجية خرقاء بلا بصر، تسير كما يسيّرها وكيل النظام على الراديو، بكل ما أوتي من تسحيج وتخلف وإنتماء وولاء وتصفيقٍ حيواني مفاده "ياي أنا بحب يلتعب بحياة وشرف الناس، بس المهم في ماسورة فاقعة بطلعة تعريص يا ريت تصلحولنا ياها، ويسعد رب رب الأمن والأمان، ونطقطق عظام إلي عندو خيال". وبعد دراسات وفحوص ما، تم فرز الأفقر منا، أولئك الذين بات الفقر يشاركهم السرير، أولئك الذين حرموا العلم والقوت والفرص، تم فرزهم إلى مؤسسات النظام القذرة، تلك المؤسسات المسؤولة عن أمنك من خلال ضربك وتعذيبك، مؤسسات المافيا الكبرى، مؤسسات التنصت على المواطنين وتأديبهم، مؤسسات رعاية البقر، حيث لا تدخل الشمس وتؤذى وتهدد بشرفك وسكنك وعائلتك، حيث لا معنى لكلامك ولا أفكارك، حيث إهانة ما نجا من كرامتك هو الحل الوحيد.

على كل، من نفس هذه الأجهزة، تم فرز الأكثر حيوانية وتوحشاً، وصارت الخدمة الأساسية التي توفرها شركة النظام المساهمة المحدودة هي إرسال المرتزقة إلى الأماكن حيث يحتاجها آخرون من السفلة ووكلاء الحج سام، لقمع المزيد من البشر وضربهم وقتلهم، طبعاً سنذكر أن مرسلي المرتزقة، المرتزقة الكبار في بارات النجوم الكثيرة، لا يرسلون ابنائهم لهكذا مشاريع، بل يرسلون ضحاياهم الذين وضعوا في قوالب "نفقع العين إلي تلد ألينا".

هكذا سنحتل الكويت.

Friday, November 2, 2012

الشيطان يكمن في الإحصاء



تالياً الكلمات التي استخدمت للبحث وأدت إلى زيارة مدونتي في الأسبوع المنصرم


لماذا أطلقت النار على الناشط أسيد العبيديين اليوم؟



الحقيقة أن السؤال خاطئ في تركيبه، السؤال لم لا؟ شو متوقع؟

النظام الحالي مصمّم هكذا، حتى من الممكن أن نقول أنه غير مصمّم، لكنه نشأ وتطور هكذا. النظام الحالي غريزي إلى أبعد الحدود، ويتصرف كما وحوش البرية، أي لا تحاكمه الحكمة، لا يسبّبه العقل، لكن ببساطة، بطبع الضبع يسير، لا ينتج، لكن يأكل من صيد غيره، لا يلاحق الفريسة، يأكل الجثث التي تركها صيادون آخرون، لا يفكر بالزراعة، أصلاً لا يفكر، فهو دابة، متوحش، مكانه الغاب وليس المدن، مكانه القذارة التي نشأ منها، أكل منها، مكانه الصف الأخير في المعركة، والموقع الأول في طوابير المساعدات، مكانه غرف الإجتماعات السرية وبورصة الأخلاق، مكانه حفلات شرب دم الناس، التي انتقلت ثقافتها إلى كلابه المتوحشة التي تجول الشارع، تصرخ "حنا شرابين الدم" في تماهٍ مع أسيادها، كلاب ترى في الضبع "سيدي"، وحوش لا تعرف تضبط حوافرها ولا أطرافها، ولا تعرف تربط ربّاط حذائها، دواب لا تعرف ماذا تجتر ولا كيف تُخرِج. ماذا تتوقع من أنظمة الشمولية والتعتيم والتكميم والعنف والزنازين وبيع الناس، أنظمة يترعرع تحتها الإسلاميون كما العفن، لكن بنجاح، ماذا تتوقع منها؟

من الطبيعي أن يقوم زعران وزعلطية المركز الأمني السياسي التافه السفيه النوري (والنور بريئون منهم)، الذي يجعل من برنامج تعريص الوكيل ممثله في الشارع، بإطلاق النار على الناشطين والمعارضين وأبناء شعبهم بشكل عام إذا ما اقتضت الضرورة، وقد تقتضي قريباً. علينا أن ندرك، مرة واحدة أخيرة، بلا رجعة، أن لا خير على الإطلاق في شبه دولة تجعل من خطاب الكراهية والعنف ورفض الآخر خطابها اليومي على أثير راديو زفت ف م.

بالتالي، علينا كأفراد، طالما اننا لا نعمل في هذه اللحظة على الهجرة إلى أي كرخانة في العالم، أن نلتزم بأقصى درجات تشويه النظام، عن طريق التعامل مع هكذا أحداث كأنها طبيعية. أكيد أنا لا أدعي أن إطلاق النار على المواطنين العزّل شيء عادي، لكن على العكس تماماً، هو شيء عادي بالنسبة لهكذا نظام ولهكذا تجييش ولهكذا دناءة وسقوط وتفاهة وحقارة. لهذا، فإننا إذا ما استمرينا في تقبل وحشية وقذارة النظام كأنها أشياء طبيعية، نكون قد ساعدنا في تقريب صورته في الشارع من حقيقته وحقيقة مجتمعنا السلبي الصامت الخائف المتردد الجبان.

على كلٍ، هذه الحادثة ليست ما أنتظره أنا شخصياً، أنا أنتظر لحظة رفع الدعم ورفع الأسعار القادمة، لحظة الإنفجار العظيم القادم، وسقوط الواجهة عن الفشل الذريع المتراكم، أنتظر اللحظة التي سنضطر فيها أن نأكل لحم الجثث، كما يفعل هذا النظام، كي نتماهى معه، لأننا سكتنا حين كان ينبغي أن نستخدم ألسنتنا لغير تحريك العشب في أفواهنا. انتظر لحظة يا حبيبي تعال الحقني شوف إلي جرالي، لكن ستكون أيضاً لحظة فات الميعاد

الصورة ملطوشة. ما بعرف مين صوّرها

Blogger templates

About