Saturday, February 23, 2013

في الحساب



المعادلة الأولى: نقلاً عن ميلان كونديرا عن أحدهم، أن أهمية الفرد الواحد (وبالتالي ما يقول أو يكتب) تعادل ١ مقسومة على عدد سكان الكرة الأرضية حينها. وبالتالي، فبالرغم من إزدياد الشعور بالفردية، فإن قيمة الفرد تعاني إنهياراً هائلاً منذ ال-١٨٠٠. وهذا الكلام ملفت للإنتباه، وهو قادر على تفسير أهمية كلام المسيح أو الرسول أو ماركس، مقارنةً مع الكلام المحكي/المكتوب الآن (عدا إستثناءات ما كما بريتني سبيرز أو جانجم ستايل أو جستن بيبر). إذ أن قيمة الفعل والفرد بدأت بالإنهيار منذ بدايات القرن التاسع عشر. هذا مشابه جداً، أو قريب جداً، لموضوع الرقابة والخصوصية. إذ وبالرغم من كون معظم المعلومات عن الأفراد موجودة على شبكة العلومات، إلا أن الفرد نفسه بات يفقد الكثير من قيمته، وكأن هذه المعلومات الخاصة، ليست ذات أهمية على الإطلاق. أي أن الحل الذي يبدو أنه يُحدث نفسه، هو إنخفاض قيمة المعلومة بدلاً من تحسن وسائل حمايتها. طبعاً نستطيع بسهولة تطبيق نفس المنطق على مسألة النص مثلاً.

المعادلة الثانية: وهذه من كمال خوري، إن قوة أو مكانة فرد ما مقارنةً مع أفراد دول العالم لا يجب أن تقاس بقيمة الإنتاج المحلي أو مقياس سعادة الشعوب. المعادلة يجب أن تقاس من خلال العنف والحروب والإعلام:

العنف والحروب: الفكرة عبر المثال كما يلي: لنفترض إن عدد القتلى الأمريكان في الحرب على العراق وصل إلى ٥٠٠٠ قتيل، في حين أن عدد القتلى العراقيين وصل إلى ١٠٠,٠٠٠ قتيل في نفس الفترة. فإن هذا يعني أن قيمة الفرد الأمريكي الواحد تساوي عشرين إنساناً عراقياً. (ليست الفكرة هنا قيمة حياة الإنسان، بل قيمته في النظام العالمي الحالي، البورصة السياسية والإنسانية إذا أردنا تسميتها كذلك). وسنحصل على رقم قريب أو مشابه إذا ما أردنا حساب قيمة الإنسان الفلسطيني، نسبةً إلى الإسرائيلي. ومن هنا، لو وحّدنا قيمة الإنسان الأمريكي كثابت، (خاصةً أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الله العالم حالياً)، فإننا نستطيع، بإستخدام الحروب، أن نضع لائحة بقيمة الفرد الواحد في كل دولة من الدول.

الإعلام: أما في حال الدول التي لم تدخل حروباً في الفترة المراد الحساب لها، فإننا نستطيع تقييم قيمة الفرد الواحد فيها تبعاً لعدد الوحدات الإعلامية الناتجة عن موت أفراد منها لأي سبب كان (كالزلازل والأمراض الحديثة والحوادث). مثلاً،  لنفترض أن ٢٠،٠٠٠ شخص قُتلوا بسبب زلزال مدمر ما في الفلبين، وحازت هذه الكارثة على ١٠،٠٠٠ دقيقة إعلامية، (يمكننا أيضاً أخذ الصفحات بعين الإعتبار)، فإننا نستطيع مقارنة هذه النسبة، (نصف دقيقة للفرد)، مع نسب أخرى لأفراد أمريكيين أو يابانيين، لنحصل مجدداً على مقارنة واضحة لقيمة الفرد بين الدول المختلفة.

(من الجميل هنا أن نتأمل إنعدام قيمة الفرد الأردني، خاصة إذا ما أخذنا حادثة الناطور بعين الإعتبار)

معادلة الطفر: (الدخل المتوقع في فترة ما - المصاريف وسدد الديون في الفترة نفسها)/الفترة الزمنية. فمثلاً، لنفترض أن أحدهم موظف ب-٦٠٠ دينار شهري، ومطالب لهذا الشهر بدفع ١٠٠٠ دينار ما بين المصاريف والديون. فيكون مقياس الطفر لهذا الفرد -١٣.٣ دينار/ اليوم.


مؤشر الإغتراب: (معدل ساعات الوحدة + معدل ساعات الإنعزال) / معدل ساعات اليقظة 

صافي العمر: ((معدل عمر الإنسان في المنطقة أو المحيط المباشر) / ٣) - ١٥

Saturday, February 16, 2013

the relationship tests

Following are two tests for relationships. The first is designed by my holiness and two companions, to evaluate a girl for a serious relationship, the second is designed by two girls to evaluate the guy.

Test #1:

Pre-evaluation: (has to be passes before the actual testing takes place)


Min. IQ of 120
Shared worldview
6/10 minimum looks
BMI within range 18.5-26 

Deal Breakers: (required is a 3/3 pass)

Lack of Nagging and Nakad

Quality of Sex
Balanced involvement

Life style and habits:

Part one: (1/2 is required to pass)
Substance use
Stimulant and well spoken

Part two: (0.5/1 is required to pass, as in you with her friends, or her with yours)
Friends

Sync:

Humor
Telepathy (ability to understand each other and expect the partner's moves and intentions)
Compatibility (both physical and psychological)


Miscellaneous:

Part one: (1/2 is required)
Edge
Morning Face

Part two: (1/1 is required, as in she needs to not be a succubus)
A-Succubus

Bonus:

Any of the following is considered to be a bonus: 
Wealth, eye color, BDSM, family and background compatibility, cooking, independence 



Test #2: (to evaluate guys. For each section, the guy either gets the full grade or nothing. The passing grade and the full grade are not set below because the ladies kept changing them, you can calculate it for yourself. Note that the bonus only counts if the guy passes the test)

Initiators:

IQ > 135 (3)
Principles (3)
Chemistry (3)

Physical:

Height (1)
Hygiene (2)
Fitness (2)
Sex appeal (3)

Emotional:

Sensitivity (3)
Passion (3)
spontaneity (3)
Constancy (3)


Character:

Independent (3)
confident (2)
funny (3)
Ambition (2)


EDGE (yes or no)


Negatives: (Minus 2 for each one)

Mama's boy
Arrogance
Boring
Superficial
Possessive, jealous


Bonus: (1 point each, only counts if guy passes the test before)

Instrument (or similar)
Geeky
Cooking 
Romantic

Thursday, February 7, 2013

في نفسية الأمة إلي بدها حرق




أولاً، إذا جنوا قرايبك عقلك ما بنفعك يخي، ولم يأتيكم كمال إلا ليشرح لكم غمّكم ويفرد لكم كربكم على بساط من عقل مبين.

ثانياً، لم أتمكن من الكتابة مؤخراً لهذه المدونة، بسبب إنشغالي في عمل كتابة آخر يدر المال بدلاً من مسخرة المدونة والتدوين، مما يذكرنا أن التدوين الذي لا يدر المال، بغض النظر عن أي فترة حدث بها، لم يكن ليتم أو يستمر. أيضاً، كان من الضروري أن أكتب شيئاً، إذا ما كتبت، يتعرض للمواضيع الأخيرة بنفس الوقاحة والإستفزاز الذي تسبب بكثير من التعليقات، وضحّت سمو كمال وتجليه وعليّه ورقيّه وكماله، وسفاهة وضحالة وتفاهة ودناءة المعلقين، إذ تسير القافلة فيما كلابٌ ما تنبح ولا تلحق بالركب العظيم. فنشأ ما يلي:

في الحديث عن الحالة النفسية للأمة، وبيان ضرورة حرقها، لا بد لنا أن نتعرض للمواضيع الآتية، على سبيل التعرض للعقل الجامع، وليس الفردي، وإن لم يختلف معظم الأخير.

حقيقة إسرائيل والعجز: لا تمثل حقيقة إسرائيل لبني الأمة قضية شعب مظلوم فحسب، وربما لا تمثل قضية ظلم على الإطلاق. إن تعامل الأمة مع القضية الفلسطينية، لا يظهر ولا يتجسد في أعمال تهدف إلى رد الحق لصاحب الحق، ولا لرفع الظلم والهوان عمن بُلي به، هي في عمقها تعامل مع الشعور القاسي والبارد بالعجز. تشكل إسرائيل فعلياً دليلاً واقفاً شامخاً راسخاً راكزاً على العجز الشديد الذي يشعر به بنو المنطقة. هذا الشعور بالإنكشاف والضعف واللا حول ولا قوة، يولد، وبطريقة ممنهجة، حالة القلق وعقدة الرعب من الخصي. يقوم العقل العربي والإسلامي بالكثير من البهلوانيات في سبيل ترميز الرغبات والمخاوف التي تعتريه. (هنا، وفي إطار آخر لا يمت بصلة للتحليل، من الجميل أن نتذكر أو نلاحظ الشبه الغريب والمريب في تصميم النقشة على الحطة، وشكل الأسلاك التي اعتدنا منذ طفولتنا على الإنتظار والوقوف والجلوس والعبور والتوسل عندها عبر كل حاجز أو مكتب مراجعة أمني). إن الحاجة الماسة لإستعادة فلسطين لا تمت بصلة إلى مشكلة شعب شرد وأفقر وسلب عبر العشرات من السنين. بالنسبة للعقل الجمعي، إن الحصول على فلسطين ثانية، بديلة، تشبه فلسطين "الأصلية" تماماً، بنفس الموارد والتضاريس، مع نقل المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة لهذه الأرض الجديدة، لن يكفي كبديل عن فلسطين "الأصلية". هذا على الرغم من أن الإكتراث والإهتمام كان من المفروض أن يكون منصباً على الناس، وليس على قطعة من الأرض. وهذه ليست بمصادفة، إذ أن العودة والتحرير لا تتعلق بالإنسان أو الفرد بشكل إحتكاري، بل بإعادة التوازن إلى الأنا المجروحة النظيفة التي لا تستطيع أن تتعامل مع ما تعرضت له من إقصاء وتهميش وركل، في سعيها الدائم إلى إعادة إحترامها لذاتها عبر الصراخ عن الرغبة بالحاجة إلى أمل ما كي يتحقق الحق بالإنتقام وقتل الآخر (أو اطعامه للأسماك)، ذلك الآخر الذي جّرد الأنا العربية الإسلامية من ما تدعيه من قوة ومعنى ومقدرة.

إن الأزمة بشكل أوضح تتعلق بالشعور بالعجز أمام الأنظمة الأمنية والكلاب البوليسية من جهة، والشعور بالضعف أمام إسرائيل من جهة أخرى. فلنلاحظ مثلاً أن الجهاد في سبيل الله ورسوله الحبيب لا يصب أصحاب اللحى المنفرة في مسرى ومعرج رسول الله، عليه ما عليه من سلام وصلاة، بل يصبهم في سورية والشيشان وأفغانستان ولندن. وهذا الكلام مهم إلى حد ما، إذ أن عقل الأمة يقوم بإخفاء وتظليل وترميز وجود إسرائيل إذا ما كان هناك من عمل ما كالجهاد، لكنه يستحضره ويضخمه وينفخه كما البالون عند الحاجة للحديث عن الأنظمة والثورة والقيام والنهوض والبعث. أيضاً، الشعور الدائم بأننا مهددون بالإخفاء التام والشامل والإبادة على يد إبن العم الإسرائيلي، في حال تململنا، قاسي جداً. إن إسرائيل جعلت لنفسها صورة كما الله في العقل العربي. فهي متفوقة في سابع سماء علياء بطيورها الأبابيل الأمريكية الصنع، ومهما حاولنا، لا نستطيع إلا أن ننظر إليها في الأعلى، وهي تمسح أقواماً عن بكرة أبيهم وتزلزل الأرض تحت أقدامهم المهتزة المرتجفة إذا ما تلكؤا في الخنوع والخضوع والرضوخ والركوع.

وهذا الرب الإسرائيلي المطلق القوة والمعرفة والتطور (وبالرغم من حيازة إسرائيل في الكلام العربي على صيغة المؤنث، إلا أن كلمات "الكيان" و"الإحتلال" و"العدو" تفيه ما تفيه من ذكورية مفرطة منتصبة) يمثل ذكراً قوياً نواجه فكرته كل يوم. وكأنما فلسطين الأم والجنة والمرأة والجرة والماء، قد تم إختطافها من العم الإسرائيلي القوي القادر، في حين لا يمتلك طفل العقل العربي شيئاً كي يسترجع حنان الأم وعطفها، إذ أنها أرض "مغتصبة"، "يجثم" عليها العم القوي بلا حول لنا ولا قوة. أيضاً، فإن هذه الفلسطين شكلت ما شكلت من رموز وأصنامٍ وطواطم مقدسة، فالحطة والحنظلة والخريطة والصورة والقصيدة واللوحة باتت بشكل ما اكسسوارات لطقوس دينية كربلائية، مليئة بالنوستالجيا والندم والعويل واللطم والحزن والشوق والقهر، وكأنما هذه الطقوس تكفي بطريقة ما، أو تساعد بطريقة ما، على إستعادة الجنة التي فقدناها قبل أجيالٍ وسنون. وليس لدينا، سوى محاولة النهضة والإنتصاب كي نرجعها، (لكننا ندرك مدى صعوبة ذلك أو إستحالته)، وعدا ذلك ليس لدينا سوى التضرع والقيام بالطقوس اللازمة، لنثبت أننا نتوق شوقاً لشيءٍ ما، يشبه الجنة في وصف ثماره، ويشبه الأم في الشوق لدفئه وحنانه.  أما الأب:

الحاكم والمخابرات والأمن: وهنا نزيد النص، إذ، وبالرغم من الإخصاء التام الذي تعرضت له عقولنا أمام المعجزة الإسرائيلية، يصعب على النظام العربي التعامل مع سكان البلاد. إذ أن النظام العربي مضطر لإطلاق الكلاب على من يتفوه بالكلام أو من يصاب بالتفكير كي تبقى حقيقة إخصائه سراً لا يقوله أحد، وإن عرفه الجميع. لذلك، وفي ظل ذل العجز الجنسي الذي أصيب به عقل النظام العربي، لا يمتلك سوى إهانة الطفل المسكين، إذا ما أمسك به يستمني محاولاً، بسذاجة وضعف واضحين، ضرب العم أو إستبدال الأب أو الإنتفاض في وجه العجز. وحينما لا يتبقى لهذا الطفل سوى الخنوع، يقبل على مضض، لكنه يطالب هذا الأب الفاشل، بتقديم أقل ما يمكنه، كأب راعٍ لأسرة، أن يقدمه من غذاء ودواء ورعايةٍ وحماية. لكن الأب ليس في حكم المخصي فحسب، بل فقيرٌ تافه لا حول له على الرعاية أو العناية

خلص قرفت بطل جاي عبالي أكتب، لبعدين يخي.


Thursday, January 31, 2013

عن التعليقات وخرابيش

إن السبب في كتابة هذه التدوينة يعود، إلى حد كبير، إلى التعليقات ورسائل الكراهية التي وصلتني بسبب تعرضي للوهابية بالشتم والتحقير. وبالتالي أود أن أوضح لعل اللبس ينجلي، معتذراً عن ما بدا مني من سوء تقدير وتوضيح وصياغة وفهم: نعم، وما زال النظام السعودي، والعقل الكامن ورائه، أشد سخفاً وسوءًا وقذارةً وسفالةً مما كتبت أو سأكتب أو سيكتب في التاريخ البشري. إن الأحرف التي خطت وكتبت عبر العصور، لن تكفي لذم الظلامية والرجعية والتخلف الموجودين تحت ظل الوهابية ومظلتها. يكفي أن يزور المهتم موقع الهيومان ريتس وتش، ويفتح ملف السعودية، كي يرى مئات التقارير المقرفة والمشينة والمقشعرة عن ما يجري في صحراء جارتنا الشقيقة.

لكن الأزمة بالنسبة لي، تكمن في ناحيتين.

أولاً: أحد التعليقات نوه أن "في بنات بتقرأوا وإذا بترضى لأختك تقرأ كلام زي هيك ف مش كل الناس قرون ومودرن متلك". يعني يا ليت أن المشكلة بالكلام، بل بقراءته، وليس حتى بقراءته، بل بقراءته من الأنثى، من البنت. إن العقل الذكوري الرجعي هذا لا يستشيط غضباً لرؤية فتاة تقود السيارة فحسب، بل لمجرد قرائتها لكلام لا يتوافق مع التقييد الذي يفرضه العقل المتزمت الظلامي المتخلف. كم كان ليكون أفضل وأشد إخلاصاً للفكرة، لو أن الكلام التافه الذي أكتبه ينافي أو يعارض فكرة جوهرية ما يجب عدم المساس بها، لا أبداً، أشد فتراً بكثير، فقط تحوّل مفهوم الحرام الوهابي، بمجرد وصوله الأردن، إلى مفهوم حرام ممزوج بالعيب. أتفه ما يمكن أن يحدث لأي فكرة هو هذا. ناهيك عن بداهة كون هذا العقل لم يخلق الإنترنت، كيف سيفعلها، وهو يخاف من الكلمة والقراءة.

ثانياً: التعليقات ورسائل الكراهية والتهديد التي تصلني، فاترة وتافهة وسخيفة إلى حد الجنون. ليس من المعقول، أن النظام الوهابي المجرم في السعودية، والذي يسهل التأكد من مدى إجراميته، يتبعه أناس بهذه السخافة والفتور. للتوضيح، أنا بحاجة إلى رسائل تهديد أشد عنفاً، وأكثر واقعيةً، كي أتمكن من إستخدامها في طلبات اللجوء الإنساني إلى أوروبا، جنة عدن، حيث طيب الفاكهة وأنهار الكحول. أما على هذا النمط الحالي من التهديد، فإن السفارات لن تأخذني، ولا أنتم، على محمل الجد.

عدا عن ذلك، وللحديث في موضوع لا بد من التعرض له، فلنبدأ بالإعلام البديل على الدوار الأول، خرابيش.

علينا كمواطنين، وفي أول فرصة تسنح لنا، ولربما الآن، أن ننقض إنقضاض الذيب على الشاة، فيما يتعلق بقناة خرابيش.

في ملف حقوق المرأة، يجدر بنا أن لا ننسى، أن هذه المحطة كانت مروجة هجمات أمجد قورشا (لا يفوتنكم أن الهجمة كانت في أكثر من إتجاه، أولاً، الفتاة التي تصادق شاباً هي فتاة قليلة الحياء والأدب والدين، ومن جهة أخرى، الفيلم المسيء للجامعة الأردنية، الذي انتقدته القناة على لسان أمجد، حيث لا يجوز لفتاة أن تتحدث عن ما حدث لها من انتهاكات وتحرشات، الفتاة خير لها أن تصمت ولو تعرضت لما تعرضت، هذه سياسة خرابيش - وهذه سياسة أكبر من خرابيش، يأتي إلى الذهن، تزويج الطفلة المغتصبة إلى مغتصبها وبالتالي الإفراج عنه، نعم، هنا في الأردن). أيضاً، خرابيش كانت الناشر لفيديو n2o الذي يسخر من حقوق المرأة، متهماً اياها بأنها تكون "جمعية" (أي عاهرة) إذا ما كانت تطمح للمساواة مع الذكر.

أيضاً، في مجال الحريات الشخصية، كانت خرابيش مطلقة حملة حجب المواقع الإباحية، التي انتهت بإقرار قانون المطبوعات والمنشورات المشؤوم، القانون الذي سيعيد الأردن عشرين سنة للوراء عبر تجريد الفرد من المزيد من الحريات، ونقلها للمركز الفكري الحاكم للأخلاق، دائرة المطبوعات والمنشورات. اللطيف في هذه الحملة، أنها ولحد الآن، لم تؤدي إلى حجب أي إباحة، بل إلى تهديد المواقع الإخبارية البديلة فقط، وكل التحية لأصحاب المواقع الصامدين ضد هذا التغول الحاصل برعاية خرابيش. أليس من الغريب أن الإعلام البديل يطالب بتقييد حرية الإنترنت؟ لا ليس غريباً، بل متوقعاً من العقل الرجعي الظلامي. أيضاً، وفي نفس الملف، خرابيش تقود الآن حملة ضد المدونة علياء المهدي، المدونة المصرية التي نشرت صورها عارية، إذ يبدو أن هذا أيضاً يمس خصوصية خرابيش، ويقلق نومهم، إذ كيف لإمرأة، حتى لو خارج الأردن وبعيداً عن الدوار الأول، أن لا ترتعد خوفاً وحياءً من عورتها، أي كل جسمها، فكان لا بد لخرابيش أن تتدخل، حتى ولو على صعيد المنطقة، وليس نشر التخلف محلياً فحسب.

في الصعيد السياسي، لم تأت قناة خرابيش في أوقات الربيع العربي، على ذكر الثورة البحرينية على الإطلاق، لا بل وتوقفت عن ذكر الأحداث المصرية بمجرد وصول الإخوان للسلطة. إذ أن خرابيش، الإخوانية الطابع والنزعة، ليست سوى بوق الأخونة في الأردن، لا أكثر ولا أقل. طبعاً الموضوع لا يتوقف هنا، بل يستمر ليشمل تهاني خرابيش للعرش السعودي السنة الماضية.

هذا بحد ذاته ليس مصيبة، لكن لو أن هذا، وتحديداً فيما يتعلق بإهانة المرأة، كان قد حدث في مكان آخر، في مكان تعلو فيه حقوق الإنسان وسلطة القانون على أي شيء، لكانت خرابيش قد اغلقت ستوديو الظلام مع أول حالة ترفع للقضاء. لكن في ظل الظروف الحالية، علينا كأفراد ومجاميع وبؤر، أن نتصرف. لا أحد سيوقف هذه المهزلة سوانا.

وفي ظل غياب تحرك جماعي واسع وعريض، من أجل الدفاع عن نمط معيشي ديمقراطي ومدني، (لكن ترقبوا نشأته في الفترة القصيرة القادمة، إذ تعمل مجاميع وبؤر حالياً على اطلاقه، وسيكون هذا خلاصنا الوحيد الممكن في الفترة القادمة)، علينا كأفراد أن نقوم بالتجييش والتحريض والتأليب على القناة ومنتجاتها وشبيهاتها، إذ بما أن أيدينا مقيدة، فليس لدينا سوى اللسان، حيث أن القلب هو أضعف الإيمان. أيضاً، وفي حال عدم تمكنك مطلقاً من تفادي رؤية آخر إبداع على قناة خرابيش، أي رفع نسبة مشاهداتهم، لا تنسى ترك تعليق "سيئ" وضغط زر "لا يعجبني". على صعيد آخر، إلتزم بالحفاظ على حريتك، تابع المواقع الإباحية، ناقش النصوص المقدسة، أرفض الإلتزام بالخطوط الحمراء، شذ عن القاعدة والعرف، عارض الرأي الدارج، اثبت على ممارسة حرياتك، إذ أن الحرية التي تمتلكها، ليست الحرية المتاحة لك بالقانون أو أو الحرية التي يمكنك ممارستها بالسر، بل الحرية التي تمارسها جهاراً وبشكل مستمر، كن حراً في وجه الظلام، أصمد، حتى يصلك مد البؤر والمجاميع القادم لا محالة، من أجل دولة مدنية ديمقراطية.

أيضاً، تابع الرابط أدناه، والذي يرصد بإستمرار إبداعات خرابيش ويسخر منها:
https://www.facebook.com/Kharaabeesh

Wednesday, January 30, 2013

الحقيقة وراء إختطاف خالد الناطور



الحقيقة الأولى، والتي يرفض نظام تزوير الإرادة الشعبية البوح بها، أو حتى التعامل معها على أي مستوى، هي أن الدولة الأردنية فاشلة، ولا تستطيع الإكتراث بسكان البلاد، وأن النظام الأردني لم يصمم من أجل السكان، بل كشركة مساهمة محدودة فقط لاغير، تعنى فقط بأصحاب الحصص الكبيرة من أسهم الشركة. الحقيقة أيضاً، أن النظام لا يستطيع أن يتخذ البشر في هذه الدولة كجزء من مكوناته، بل كعبء لا بد من التعامل معه، ولو تمكن من إستبدال البشر بشيء آخر أقل تذمراً لفعل. إن العقد الإجتماعي القائم، أو بالأحرى الفاعل، هو عقد يكون بموجبه الفرد عديم القيمة والمعنى، وحتى مجموعة الأفراد، الخارجة عن هيكل العشيرة أو الحمولة، تمثل لا شيئاً بكل معنى الكلمة في معادلة السياسة الأردنية (طبعاً لا ندعي أن هنالك الكثير من الوزن للعشيرة مثلاً في خط السياسة الإقتصادية، هنالك في أقصى الحالات، رغبة بالاسترضاء أو السيطرة).

وبالتالي، فإن النظام الأردني، كبنية، غير قادر على الإكتراث بإختطاف خالد الناطور على الإطلاق. إن ما في هذا النظام أو الدولة من مأسسة أو أنظمة أو دوافع أو محركات تلقائية، قد تم تشكيلها أو بناؤها من أجل رعاية منظومة الفساد والتزوير وإرهاب الفرد ولجم الحريات وكسر العظم والسيطرة على الفكر والطموح، وفقط لا غير. هذه الدولة وهذا النظام لم يكونوا في أي لحظة للشعب والأفراد. لم ولن يتمكن هذا النظام من تعديل أي شيء في هذه المعادلة، لا يمكن تصليح شيء، لا يمكن ترقيع شيء، فشل على فشل، تراكم من الحرمنة والفساد والعبث والإنتهاك يتم طوال الوقت على كل مستوى بدون إستثناء.

إذ لا بد أن نلاحظ، أن في الوقت الذي تعجز شبه الدولة فيه (والتي يصر القائمون عليها على ابقائها في هذا الحال)، عن معرفة مصير مواطنيها، تتمكن بسهولة من الحشد لإنتخابات السفالة والحرمنة والشرمطة (ولا يستثنى من كل العملية الإنتخابية، فائزين وخاسرين، أحد سوى شبلي حداد، واللي بده يطلع يقلي أبو علبة ولا أبناء الحراثين هذا بضحك على حاله، هؤلاء كان اصطفافهم مع وللنظام). إذ تمكنت شبه الدولة ونصف النظام من الحشد للقيام بسفاح الديمقراطية وهتك عرض الناس بفاعلية يشهد لها، ولا تستطيع حتى الآن، لا تستطيع، السؤال عن أبنائها، لأنهم ليسوا أبنائها، إذ لا ابن ولا حفيد لهكذا تعرصة سوى المال والفساد وتسلط المخابرات وإفقار الناس. لا بد أن نلاحظ، أن النظام الأردني فعّال في هذه اللحظات، وفي الأيام السابقة، في التجييش والتحشيد والتزوير والسيطرة والتعليب والتكتيك، يستطيعها كلها دوماً، وبشكل تلقائي، إذ أن في صلب تكوينه معاداة الحرية والعدالة، ولا يوجد في أطراف أطراف تكوينه، أي فهم لإنسانية الإنسان أو حقوقه، بل فقط كمادة يمكن الإلقاء بها في مكان ما، يمكن ممارسة العنف بإتجاهها، لا يمكن فهمها، لكن يمكن فعل الكثير للجمها وسحقها وإقصائها.

الحقيقة الثانية، النظام السعودي السافل المجرم الحقير، نظام السمنة والبلادة والتقيؤ والتبرز، نظام القمع والهمجية والقطع والتكميم، نظام مال النفط الأسود الذي يفوح، (طبعاً كل هذه الأوصاف تنطبق حتماً وتماماً على قناة خرابيش، لكن لهؤلاء تدوينة خاصة قريبة)، نظام لا يعلم على الأغلب أين يعتقل خالد الناطور. نظام الأمر بالخرى على وجههم، والنهي عن كس أخت الوهابية على كس أخت هيك آل سعود، نظام لا يعرف شيئاً، إن أقوى جهاز في دولة التخلف والظلامية هو جهاز يقطع أوصال المجرمين، بالسيف، في القرن الواحد والعشرين! هذا نظام قليل عليه الحرق أو مصير القذافي أو أي نهاية أستطيع تخيلها. قسماً لو أن في الأرض حق، لانتفى وجود آل سعود مباشرةً بشكل تلقائي بدون فعل فاعل.

إن الشعور "الوطني" الذي تضخمه الدولة الأردنية، على أثير وكيل التسحيج والتهديد وال-١٤ طلقة، هو شعور أعرج تافه لا مكان له في التاريخ ولا العالم، ولو أنه أقل عرجاً من نفقع العين ونطقطق العظام، لشدت الرحال الآن إلى السفارة السعودية، ولكان النظام قام بحركته الإستباقية غير الصادقة وطرد الحيوان السفير السعودي، لكن لا يا حبيبي، نحن بلا قيمة تذكر، نحن لا شيء.

Wednesday, January 16, 2013

يا مثبت العقل وإسرائيل



من باب إذا كان رب رب الله تبع البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الخلاعة والشخلعة وهز الخصر



اللهم أنصر إسرائيل علينا أو على ما تبقى منا، اللّهم ثبّت أقدامهم في بيوتنا، اللهم وفّقهم وعسّر شأن أعدائهم يا رب الربابيب، الّلهم أخرب ديارنا جميعاً من المحيط إلى الخليج إذ أننا لا نعلم، ولا نعلم أننا لا نعلم، ولن نعلم ولو وضعت المعرفة بين أيدينا وعيوننا، ولو حشرت الحكمة في جماجمنا من أنوفنا البشعة القذرة، لأنّا أعداء العلم والفن والتقدم والفهم والحق إن وجد. اللهم إرفع إسرائيل إلى السماء العلياء، وإرمنا في شديد بأسك وعذابك ونارك الرحيمة يا أرحم الراحمين. يا جبار يا قهار يا عظيم، شدد ظلمك على أعداء الصهاينة، زلزل الأرض تحت أقدام المقاطعين، اللّهم طربق السماء على رؤوس أعداء دولة الحق والشرف والعلم والمعرفة والديمقراطية، دولة النور في ظلام الشرق الأوسط العفن المقرف، اللهم يسّر لهم كل أمر، اللّهم وسّع سراطهم المستقيم، وإجعل لنا سيوفاً نمشي الهوينى عليها، وندبك رقصاتنا على نصولها القاطعة يا الله. يا الله شدد عزمهم وهمتهم، صوّب صوابهم وقنصهم على أجسادنا القبيحة، اللّهم إرمنا بأبابيلك وسجيلك يا قهار يا جبار يا شديد البؤس، يا فتاك يا جميل يا رحيم يا شديد، لا تمهل ولا تهمل يا رب العباد، إمحنا عن هذه الأرض يا الله، وسخّر ما تبقى منا لخدمة دولة النور والحق، إسرائيلك يا الله يا واحد يا أحد، يا رب العباد والكفار، كثف موتنا وحرقنا وأجعل نهايتنا عظيمة كي ترى شعوب الأرض بأسك فينا يا الله.



تباً للزمن الذي جعل المقاطعة مشروعاً وطنياً، أو مشروعاً في الأساس، تباً لليوم الذي جعلت فيه فلسفة اخصمك آه أسيبك لأ فلسفة المقاومة، أعداء الإنسان يتركون العالم وما فيه، يتركون البلاد وما فيها من جهل وفقر وعرج، من ظلم وظلام وسلاطين وسجانين، ويدكون دولة القرن الواحد والعشرين الوحيدة في المنطقة، بكل ما أوتوا من كلام جارح على الفيس. لعنة الله على فلسطين العاهرة، فلسطين الذميمة التي ما رمت وجودنا سوى بالذكريات والنوستالجيا وشرف الخيال، لعنة الله على هكذا بلاد منكوبة، وشعوب تتململ في جرحها الماسوشي، وتمارس السادية، إذا ما مارستها، بالمقاطعة. تباً للعاهرة فلسطين، أرض الخسارة والإنحطاط، أرض يتركها أهلها إذ ثقفوا فيها خسارة الوجود والدكاكين، وذاقوا في زيتونها مرار الوقت والجهل والخسارة. أرض الرحيل والترحال والهجرات، أرض لا أصل لها ولا عمق ولا معنى، أرض الموت والنكبات، فلسطين العاهرة بإسمها تترك قضايا الدنيا، فلسطين العاقر، على دفاتر الطلاب في المدارس وفي عيون من تركها كي يتركها، فلسطين لا أمل لها ولا وجود.


إن مشروع الدولة الإسرائيلية الناجح القائم الثابت العالي الشامخ هو أمل شبه الأرض هذه، بأنها ستكون شيئاً ما يوماً ما. كم أتمنى النجاح لدولة الديمقراطية إسرائيل، دولة يصوّت فيها بنو العرب التفه الساقطون، الذين ما عرفوا في تاريخهم سوى همجية السيف وشورى الإسلام، يصوتون فيها على مصير الأشياء، اللهم أوقف هذه المهزلة يا رحيم، مهزلة بني فلسطين يقولون رأيهم في الأشياء، في إسرائيل، وهم صم بكم عراة جائعون خائفون في أراضي الحشد والربط والتكميم. اللهم إبلنا بمزيد من شدة بأسك يا رب العباد وأصل الأشياء.



اللهم ثبت إسرائيل على ارضها أرض بني إسرائيل منذ بدء الخلق، إذ لا بد أننا من مكان آخر، لا بد أننا من سفالة هذا الكوكب اللعين، نحن أحفاد لوط لا محالة، أكيد

Thursday, January 3, 2013

يا حبيبي تعال الحقني شوف يخي شوف



هلّل وطبّل يا هالشعب، إسعد وإفرح بنعمة الأمن والأمان، إسعى في الصباح الباكر لتجني فتات قوتك كي تطعم الصغار، الذين سيكبرون مثلك تماماً، خانعين لا يبصرون ولا يعلمون، إصعد سلمك الوظيفي بخطى ثابتة، إفرح بزيادة العشرين دينار، انسى المئة مليون دينار التي سرقت منك، وإفرح بفتات الفتات، لأن الأعمى في هذه أعمى وأضل سبيلاً في الآخرة، وآخرتنا كلنا الموت جوعاً وقهراً وفقراً ومرضاً، لأننا لا نبصر ولا نرى، ولا نسمع ولا نتكلم ولا نقف على حوافرنا كما الإنسان، بل نركع ونزحف ونلعق كما شبه الشيء وشبه الحيوان، هذا نحن، كلنا هكذا، لا إستثناء.

وفي الوقت الذي ينبري فيه أشباه رجال الدولة، أزلام النظام والدائرة، في التنافس المزري والمثير للشفقة على كراسي مجلس السرقة والتكميم والتتفيه والتشوه الأخلاقي وشبه الحياة واللا حرية، بحثاً عن تقاعد مدى الحياة، أو عن واسطات أولاد العم ومحسوبية الحساب، ينسى شبه الإنسان الأردني، المجرد من الذاكرة دوماً، أن في هذه البلاد سجّان، وعلى هذه البلاد سلطان، وفوق ظهورنا ومن لحمنا تعجن لبنات الدولة، التي تتغول على الإنسان كما وحوش الغاب، وترمي صاحب اللسان في أقبية الظلام، وصاحب العقل في سراديب التعذيب والذل والهوان، هذه الدولة لا ترى السكان، بل ترى دواباً تسوقهم في الأرض والأحراش، تركبهم وترقبهم وتجلدهم إن هم سعوا في الدنيا، إذ لا مجال لك أن تخرج عن سلطة الكلاب التي تعوي كي تبقيك زاحفاً على بطنك في وادي ظل الموت، ونحن إذ نسير لا نرفع جماجمنا للأعلى، ولا نلتفت يمنة ولا يساراً لنرى، ما يحدث لأولئك الذين ما ماتت الروح في صدورهم.

ينسى شبه الإنسان، حفيد الحيوان بالتأكيد، (إذ بات من الواضح اننا لسنا من عجنه تعالى وسمى، بل من بغاء القردة والخنازير والخراف، وما أدراك ما الخراف)، ينسى شبه الحيوان، أن في الوقت الذي كانت فيه قوائم الإنتخابات تقوم، ولائحات المترشحين ترشح، كان ما يزيد عن ٣٠٠ في السجون، منهم من كسرت عظامه بالحب والأمن والإستقرار، ومنهم من أمضى ساعات طوال في كنف عطف وإستضافة الدولة، تحت تهاوي تعددية العصي، وديمقراطية القرار والمشاركة، من أجل مستقبل أفضل لك ولأبنائك، إذ أنت أغلى ما نملك، ومهما سموت وارتقيت، ستبقى مملوكاً عبداً للسيد، الذي يحبك، ولا يضربك ألا لأنك أخطأت، كي يصوب لك سيرك وعقلك.

كم من تقرير يلزمنا، كم من توثيق ومن قبل من، نحتاج لنفهم أن هذه الدولة ليست لنا، أنها تضرب بعرض الحيطان جماجم الشبان والشابات؟ ولن يتوقف التعذيب في سجون القهر، لأننا شعب بلا ذاكرة، ستظل شبه الدولة هذه تفعل ما تفعل، تأكل ما تأكل، وتلعن ما تلعن، حتى نتعلم ما يلي:

أولاً، علينا سحق وإخفاء وبعثرة أي شعور حسن نمتلكه للمكان، هذا المكان ليس لنا بأي شكل من الأشكال، لا تكترث بشيء، إذ أنك لا تمتلك من قرار هذه المركبة شيئاً، لست جزءًا من الدولة على الإطلاق. علينا وبشكل واعي وحاسم البدء في الخروج عن الدولة كبشر، أن نفشل مشروعها، إذ أنه مشروع علينا وليس لنا، مشروع يود أشد ما يود، أن يقتلع عقولنا من أذهاننا، الحل الوحيد، وأضعف الإيمان، هو البدء بالخروج عن مؤسسة الدولة، أن نعيش في الظل، أن لا نساهم في إضافة أي قيمة إيجابية لهذه المؤسسة.

أولاً، ليس المهم هو مقاطعة الإنتخابات أو المشاركة بها، المهم إفشال العملية السياسية برمتها، تتفيهها وتفكيكها وشرذمتها، علينا إذا ما علينا، أن نفكر في ما سيجعل العملية السياسية في البلاد أشد عرجاً، أكثر تشوهاً، أو بالأحرى، أكثر صدقاً، وهذا هو السبب الذي يجعلني بلا تردد من مؤازري شبلي حداد. لأن المهم ليس المقاطعة لأجل المقاطعة، بل المقاطعة من أجل الإفشال، لكن، الأسمى هو المساهمة الفاعلة في الإفشال، بشكل إيجابي، إذا ما تمكن.

خامساً، قد يكون المخرج هو الدعوة القوية والملتزمة للجنون، اى أن يصبح الجنون هو سلاحنا في وجه الدولة. إذ من غير المعقول، أن نحيا كما نفعل الآن، في ظروف كهذه، وأن نلتزم أيضاً بالمنطق والعقلانية (خاصةً أن المنطق والعقلانية ساقطان ولا يمتلكان ما نعتقد أنهما يحويانه من قيمة عابرة)، بالرغم من بطء أو سرعة إيقاع الحياة. ليس من الطبيعي أن نبقى هكذا، علينا أن نجن إلى أقصى الحدود كرد فعل بدائي ودفين فينا على هذا الواقع.

ثالثاً، السكر الشديد وفقدان الوعي كأسلوب لتخدير هذا الوجود.خاصةً أن مار الياس بطل يدبر حدا يابا. يبدو أن مار الياس فقد القدرة على فعل التدبير.

Blogger templates

About