Saturday, September 8, 2012

البديل

علينا أن ندرك أن النظام الأردني لا يريد الاصلاح كبداية للحديث. ومن الواضح أيضاً أن الأمريكان غير معنيين به أيضاً، خاصةً أن بقاء الوضع الحالي على ما هو يمثل المصلحة الأولى للإحتلال الإسرائيلي. فعلياً، ما حدا سائل فينا.

يحاول النظام الأردني، يومياً، وبشكل مقصود أو غير مقصود أن يثبت للجميع أنه غير قادر على أن يتطور بإتجاه إصلاحي. ففي حين ولّى زمن الإضطهاد السياسي وملاحقة المعارضين وأثبت كسياسة أنه أسرع الطرق للم الصفوف الشعبية في وجه الطغيان، يبدو أن الأصرار على هذه الأساليب ما زال قائماً في عقلية النظام وكأن شيئاً لم يكن في السنتين الماضيتين. أعزو ذلك إلى أن النظام لا يعرف كيف يتصرف بعكس ذلك، مهما حاول أو تظاهر بعكس ذلك. يا عالم، لا يستطيع النظام هذا أن يصلح من نفسه شيئاً. لا يستطيع. إن تقدمنا خطوة للأمام، فاعرفوا أن تسعين خطوة ستتبعها للوراء، على كل الأصعدة الأخرى. ما في مجال يابا.

السبب في ذلك هو أن النظام لا يستطيع أن يحتوي على أو يحوي أي شكل من أشكال الحرية، لا يستطيع أن يعيش ضمنها. لأن اللا حرية أو الإستبداد مطلق، وبالتالي يستطيع النظام العيش في هكذا ظرف، لكن ما أن نقترب من حرية، مهما كانت مجتزأة، سنرى النظام يتراجع عنها. لأن شبه الحرية تأخذنا مباشرةً إلى المزيد من الإنعتاق، كمن يستطيع أن يقول ألف باء لكن ممنوع أن يقول ثاء. ولذلك، سوف يستمر النظام في العودة إلى نقطة الصفر مهما حاولنا لأنها النقطة المريحة له، لأنها النقطة المريحة الوحيدة له.

 المشكلة العظمى، هي اننا ندرك تماماً أن البديل عن هذا هو، لا سمح الله، الإسلاميون. إن كم التربص والتحضر والإنتظار والاستعداد وشحذ السكاكين والسيوف الذي يمارسونه اليوم هائل. هذا يضع الجميع، حتى أكثر الناس لا اكتراثاً في أحد أسوأ المواقف الممكن تخيلها. مستحيل قديش كلاهما مر.

كي أكون صريحاً، أفضل أن أخسر كل ما تبقى لدي من كل شيء على أن يحكمنا هؤلاء. علينا أن نتذكر، أن الإسلاميين لديهم قرآناً بدلاً من القانون وسيفاً بدلاً من السجن عداك عن آخر إبداعاتهم في مصر فيما يتعلق بمجال الختان. والأسوأ من هذا كله هو المفارقة بين الكافر والمعارض. النظام الحالي يسجن عندما تتكلم بما لا يعجبه، بينما الإسلامي سيقطع رأسك إن كنت قادراً على أن تفكر بما لا يعجبه. (وفي هذا الكثير من المجال للكوميديا ما بعد إلهية، تخيل شارع الرينبو مليئاً بالمنقبات، تحديداً في بوكسات، مضحك فعلاً).

المهم، الخيارات المطروحة (من قبل الظروف) علينا هي:

١. أن نخرس إلى الأبد (الأبد هو اللحظة التي يصبح فيها الشكل العلماني المدني هو المشروع الدارج الرائج في الشارع)، أي أن نتابع لعبة الكر والفر مع النظام حتى نشيخ ونموت كما فعل آباؤنا. 

٢. أن نهاجر.

وعرض أختي لأهاجر أول ما أقدر. موتوا كلكم بطل يفرق. نفسي بس أهاجر واخلص. إشي بسم البدن.

2 comments:

  1. I felt like there was more to be said and the conclusion was a bit cut off. But maybe thats how it is, the whole situation is a puzzle with missing pieces, and just letting go seems like the best scenario.
    I agree.
    W

    ReplyDelete
  2. thanks for your input, will keep that in mind in coming posts. please keep critiquing :)

    ReplyDelete

Blogger templates

About